قال في كتاب الغيبة [٢] ونحوه في تأويل الآيات [٣] نقلاً عن الشيخ المفيد عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : «نزلت هذه الآية في سورة الحديد : (وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ)في أهل زمانه الغيبة ، وإنّما الأمد أمد الغيبة ثمّ قال : عزّوجلّ : (أَنَّ اللّهَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا)فإنّه أراد عزّوجلّ يا أمّة محمّد أو يا معشر الشيعة لا تكونوا كالّذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد ، فتأويل هذه الآية جاء في أهل زمان الغيبة وأيّامها ، دون غيرهم من أهل الأزمنة ، وإنّ اللّه تعالى نهى الشيعة عن الشكّ في حجّة اللّه تعالى أو أن يظنوا أنّ اللّه تعالى يُخلي أرضه منها طرفة عين ، كما قال أمير المؤمنين عليهالسلامفي كلامه لكميل بن زياد : «بلى اللهمّ لا تخلو الأرض من حجّة اللّه إمّا ظاهرٌ معلوم أو خائف مغمور ، لئلاّ تبطل حجج اللّه وبيّناته» ، وحذّرهم من أن يشكوا ويرتابوا فيطول عليهم الأمد فتقسوا قلوبهم».
ثمّ قال عليهالسلام : «ألا تسمع قوله تعالى في الآية التالي لهذه الآية : (اِعلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ)أي يحييها اللّه بعدل