responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثائر من أجل الحسين عليه السلام المختار الثقفي نویسنده : عباس غيلان الفياض    جلد : 1  صفحه : 108

عما يستغرقه ذلك من زمن. لأنّ ردّ الفعل العاطفي الآني قد يأتي بنتائج إيجابية أوّل الأمر ، لكنّه سرعان ما يتبدّد إن لم يكن قويّا وراسخا ، ومتأصّلاً. وهذا ما حصل فعلاً للأُمّة في مجمل الأحداث. فبعد أن انتصر المختار ، وأدّى ما عليه رحمه‌الله ، دفع حياته ثمنا من أجل ما أراد. وببساطة انقلبت موازين القوى من حوله. وتحوّل قسم ممن كانوا معه عليه. لماذا؟ وهل هناك غير الضعف ، والجور الذي أصاب السواد الأعظم من الأُمّة. بكلّ ما تخلّل الظروف من جهل ، واضطهاد ، وتجويع؟

وكان الإمام السجّاد عليه‌السلام ، على بيّنة ممّا ستؤول إليه النتائج والأُمور بالتأكيد ، لأنّه يعرف النتيجة فقد حرص عليه‌السلام على ترسيخ قواعد الإيمان من خلال نشر ما انتهى إليه من علوم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، باعتباره وديعة لديه يتوجّب عليه أداؤها. وأن هذا الوجوب يلجؤهُ إلى المحافظة على حياته أطول مدّة ممكنة بعيدا عمّا يمكن أن يُنهيها ، أو أن يحجبه عن أداء مهمّته العظيمة تلك.

إذن ، ما كان للإمام أن يزجّ نفسه في آتون الحركات الثورية المسلّحة بشكل مباشر حتى لا يكون ضحية وهو إن ذهب مبكرا ستذهب معه ثروة الدين التي ورثها عن بيت النبوة.

فالأمانة ثقيلة جدا ، ولعلّ بقاء الإمام علي بن الحسين عليهم‌السلام بالشكل الذي عرفناه ، ونجاته من مجزرة الجاهلية الأموية يؤكّد لنا صحّة موقفه ، وسلوكه في تلك الفترة.

وهذا ما يفسّر لنا عدم التأييد العلني المباشر لثورة المختار ، ولو فعل لما تيسّر له إنشاء تلك المدرسة العظيمة التي بدأت بالازدهار في عهد ابنه الإمام الباقر عليه‌السلام ، ثمّ لتتوسّع مجالاتها في عهد الإمام الصادق عليه‌السلام ، أن المختار قد

نام کتاب : الثائر من أجل الحسين عليه السلام المختار الثقفي نویسنده : عباس غيلان الفياض    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست