responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثائر من أجل الحسين عليه السلام المختار الثقفي نویسنده : عباس غيلان الفياض    جلد : 1  صفحه : 107

أننا الآن إزاء حاضر فاسد يتطلّب ولا شك إصلاحا انقلابيا بعمل يناقضه. وما كان لغير الإمام السجّاد عليه‌السلام أن يتولّى هذا ، لذلك نراه عليه‌السلام قد انصرف بكليته في اللجوء إلى اللّه تعالى ليس بدافع الخيبة والحزن الذي ملأ روحه وقلبه ، لأنّ حزن الإمام عليه‌السلام ، لم يكن شخصيا مجرّدا عن الأُمّة ، وإنّما هو حزن إلهي يمتدّ بعنفوانه لينتهي على الأُمّة ذاتها. وعليه فإنّه أراد عليه‌السلام أن يكتب لها سبيل الخلاص من العقد التي التفت حول عنقها حتى ضاقت به الصدور.

فجاءت أدعية الإمام عليه‌السلام في الصحيفة السجادية ، لتمثّل بحقّ مادة الدرس السماوي ، والطريق لإعادة تربية الإنسان ، إذ نراها مشتملة على كل الحالات ذات العلاقة بشؤون الدين والحياة.

والدعاء لون من ألوان العبادة العالية يقرّب الإنسان من اللّه ويرسّخ فيه جذور الإيمان بكونه سبحانه وتعالى ، هو وحده القادر على تغيير الأحوال ، إن شاء لما هو أفضل.

كما أن الدعاء يتضمّن اعتراف المرء بذنوبه ، ومن ثم الاستغفار والتحوّل عما هو حرام وسيء من السلوك إلى ما هو خير.

وهناك معادلة طردية بين الفعل الإلهي التغييري وبين حال الإنسان وسلوكه ، كما هو واضح في قوله تعالى : (إِنَّ اللّه لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [١].

ثمّ نعود إلى القول بأنّه ما دام الإنسان هو الفاعل وإن لم يكن بمعزل عن أمر اللّه بهذا الشكل أو ذاك فينبغي أن يكون بمستوى الطموح الإلهي بغضّ النظر


[١] سورة الرعد : ١٣ / ١١.

نام کتاب : الثائر من أجل الحسين عليه السلام المختار الثقفي نویسنده : عباس غيلان الفياض    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست