لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ
إِلَٰهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا )[١]
وهذا القول دالٌ على عدم تقيتهم.
وقولهم : (
رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ
إِلَٰهًا )
، هو قول من لا يرى التقيّة أصلاً ، فأين تقية أصحاب الكهف إذن ؟!
جواب
الإشكال :أوّلاً
ـ من القرآن الكريم :
وبيان ذلك أنَّ ما صدر عنهم من أقوال
معبِّرة عن عدم تقيتهم إنّما صدر بعد انكشاف أمرهم ، إذ كانوا قبل ذلك
يكتمون إيمانهم عن ملكهم كما في لسان قصتهم ، على أن في القصة ذاتها ما
يعبر بوضوح عن إيصائهم لمن بعثوه بعد انتهاء رقدتهم بالتقيّة ، كما يفهم من
عبارة (
وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ).
ثانياً
ـ من حديث الإمام الصادق عليهالسلام
الصريح بشدّة تقيّتهم :
ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام قوله : «
ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف ، إنْ كانوا ليشهدون الأعياد ، ويشدّون الزنانير ، فأعطاهم الله أجرهم مرتين »[٢].
إذن ، تقية أصحاب الكهف لا مجال
لانكارها في جميع الأحوال سواء قبل تصميمهم على ترك المداراة مع القوم
واللجوء إلى الكهف ، أو بعد انتهاء رقدتهم ، ولكن الحق ، أن تقيتهم الاُولى
كانت قاسية على نفوسهم