responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام ينابيعه مناهجه غاياته نویسنده : محمد أمين زين الدين    جلد : 1  صفحه : 149

ليجمع كل هذه المجاري في مجرى ويؤلف جميع هذه المختلفات في وحدة ، على هذه الفكرة جرى الإسلام حين صنع ذلك ليعد للانسان نظامه الواحد الذي لا اختلاف معه ، القيم الذي لا التواء به ، السمح الذي لا حرج فيه ، العام ماوجد فرد من ابناء الانسان ، الخالد مابقيت حياة على ظهر هذا الكوكب. أما دلائل هذه الدعوى فيجدها الباحث في كل حكم من احكام الإسلام وفي كل هداية من هدايات القرآن. وسنتعرض لبعضها في الكتاب اذا امدنا الله منه بالتوفيق.

على أن الفكرة المتقدمة لا اختصاص لها بدين الإسلام ، ولا يدعي الإسلام انه يختص بها دون ماسواه من الاديان ، فهي فكرة رسالات الله عامة ، وقد رأينا الإسلام كيف يقرر هذه الوحدة بين اديان السماء وكيف يقيم على هذه الوحدة ربطاً وثيقاً في عقيدة اتباعه ، رأيناه كيف يجعل منها سلسلة واحدة موصولة الحلقات متماسكة الاجزاء فالسابق منها مهاد للاحق ، والاخير امتداد للاول.

والتفسير المفهوم لهذا الترابط هو ان الاديان في رأيه تنفجر من ينبوع واحد ثم تسير في مجرى واحد الى مصب واحد. نعم وما بشارة أوائل النبيين بأواخرهم ولا تصديق اواخرهم لأوائلهم إلا تثبيت لهذه الفكرة وسير مع مقتضاها.

ذلك ان الايمان ببعض رسالات المرسلين واغفال سائرها أو الجحود به معناه الاول اقتطاع الجزء عن كله ، ومعناه الاخير عدم الايمان بذلك الجزء ايضاً ، لأن الجزء لا يستقيم ولا يؤدي وظيفته مبتوراً ، فلا محيد من تصديق النبيين بعضهم بعضا تمكيناً للغاية وتوجيهاً للإنسانية.

نام کتاب : الاسلام ينابيعه مناهجه غاياته نویسنده : محمد أمين زين الدين    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست