نام کتاب : الاسلام ينابيعه مناهجه غاياته نویسنده : محمد أمين زين الدين جلد : 1 صفحه : 139
وينكمش عامل الدين في زاوية من زوايا النفس ، يتحفز ليثور ، ثم ينظر الى الأمر الواقع فيخضع ، والمرء بين العاملين المتناحرين قد يستولي عليه الشعور بالخطيئة فييأس ثم ينغمس وقد يغلب عليه الرجاء ، فيلبي غريزته بالعمل ، ويقنع تدينه بالأمل ويتقمص في ذاته الواحدة شخصيتين مؤمنة راجية ، فاسقة غاوية.
وقد يحار ويرتبك ويشذ ويشرد. وعلى أي حال فالواقع يعمل عمله ، والانسانية تهوي وتتحطم والدين يشكو ويتبرم.
أسمعت ؟ ولعله أنفذ سهم ظنَّ الناقدون أن العلم يسدده الى مقاتل الدين.
وانه لسهم نافذ قاتل ، ولا مهرب عنه أبداً لدين يحمل الحملة الشعواء على واقع الحياة ، ولا مهرب عنه أبداً لدين ينكر الضرورات الاولية في الانسان فيقمعها أو يحاول قمعها.
وإن ديناً هذه صفته ليستوجب ذلك وأكثر منه. ليستوجب الحرب من العلم ، والحرب من الطبيعة ، وأول من يحاربه الله الذي جعل هذه الغرائز في تركيب الانسان ، وأمده بها. فما أودعها في كيانه سدى ، وما ركبها فيه لتكبت وتظلم ويتقرب اليه تعالى بكبتها وظلمها !
ومحال على الله أن ينقض ما يعمل بما يقول ، ومحال على حكمته أن يشرع مالا يستطاع ، نعم وكل ذلك سديد لامرية فيه. ولكن أيُّ صلة لذلك بالدين الحق ؟.
بدين يقدر هذه الضرورات حق قدرها ويفي بها حق وفائها.
دين الإسلام يعترف بضرورات الحياة وبضرورات الانسان ، ولا
نام کتاب : الاسلام ينابيعه مناهجه غاياته نویسنده : محمد أمين زين الدين جلد : 1 صفحه : 139