نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 10
إليها الطلّاب للافادة منها، و اشتهرت ببغداد مكتبتان
عظيمتان؛ الأولى مكتبة سابور ابن أردشير الوزير البويهي التي تأسست عام 381 ه، أو
عام 383 ه، و كانت ملتقى رجال الفكر و الأدب، و منتدى العلماء و الباحثين و
المناظرين، يشدّون إليها الرحال، و الثانية مكتبة الشريف المرتضى، و قد كان بها
ثمانون ألف مجلّد.
و قد تتلمذ الشيخ
الطوسيّ في بغداد على الشيخ المفيد، الذي كان يومذاك شيخ متكلّمي الإماميّة و
فقهائها، انتهت رياستهم إليه في وقته في العلم، مدّة خمس سنوات، و كان ممّا درسه
الأصول و الكلام، و شرع في تأليف كتاب (تهذيب الأحكام) شرح فيه كتاب (المقنعة)
لاستاذه الشيخ المفيد، و تتلمذ الشيخ الطوسيّ خلال تلك الفترة على الحسين بن عبيد
اللّه الغضائري، المتوفّى عام 411 ه، و محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس المتوفّى بعد
سنة 411 ه، و غير هؤلاء من شيوخ عصره. و بعد وفاة الشيخ المفيد عام 413 ه، انتقلت
زعامة الإماميّة إلى الشريف المرتضى (413- 436 ه) الذي كان من أبرز تلامذة الشيخ
المفيد، و قد تلمذ الشيخ الطوسيّ للسيّد المرتضى، و ألّف كتاب (تلخيص الشافي) خلال
تلمذته له، و هو كتاب حاول به تبسيط المسائل التي وردت في كتاب (الشافي) لاستاذه
الشريف المرتضى، و ألّف الشيخ الطوسيّ في حياة استاذه الشريف المرتضى كتاب
(الرجال) و (الفهرست)، و قد دامت مدّة تلمذة الشيخ الطوسيّ على الشريف المرتضى
ثلاثة و عشرين عاما، كما تلمذ خلال هذه الفترة على شيوخ آخرين، منهم: هلال بن
محمّد بن جعفر الحفّار، المتوفّى عام 414 ه، و محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد،
المتوفّى عام 419 ه، و أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر المتوفّى عام 423 ه، و
محمّد بن أحمد بن شاذان المتوفّى نحو سنة 425 ه.
و بعد وفاة السيّد
المرتضى عام 436 ه، تفرّغ الشيخ الطوسيّ للتدريس و التعليم، و انشغل بالامور التي
تخصّ الزعامة الدينية للامامية، و استمرّت زعامته في بغداد مدة اثنتي عشرة سنة
(436- 448 ه) و كان يتمتّع بالمكانة التي كان يتمتّع بها استاذاه المفيد و
المرتضى، فأصبح الطوسيّ شيخ الطائفة و عمدتها و الامام المعظّم
نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 10