فيقال فيه : إن كان ثمة من لم يعتمد على كتاب الله في أحكام دينه فهم خصوم الشيعة الّذين قالوا في الدين بالرأي والهوى ، وأنكروا أحاديث رسول الله 6 تعصبا ، وضربوا بكتاب الله عرض الجدار بغير هدى ، وهذا هو الّذي فتح لهذا العدو وغيره من المضلّين باب تكفير المؤمنين الّذين لا يقبلون أهواءهم ولا ينزلون عند مدّعياتهم ، وهو الّذي دعاه إلى أن ينبز الشيعة بالكفر ويعزو إليهم النفاق ، وهو الّذي أدى إلى اعتياد الناس أن يأخذوا مسائل دينهم بدون وصلها بأصلها من كتاب الله وسنّة نبيّه 6 وهذا لعمر إلهك هو القطع الفظيع لحبل الله ورسوله 6 بين المؤمنين.
أما شيعة آل محمّد 6 فإنهم ما برحوا يأخذون مسائل الدين وأحكام الشريعة من الثقلين كتاب الله وعترة نبيّه 6 أهل بيته ، ويواصلون أحكامهم بأصلها من حبل الله المتين وصراطه المستقيم ، ولا يرجعون إلى غيرهم في أقوالهم وأفعالهم مطلقا ، وتشهد بذلك أعمالهم في شتّى أدوارهم بمختلف أجيالهم.
خامسا : قوله : « فلو توقف ثبوت الخبر وحجيّته على ثبوت ذلك القول لزم الدور » ، فمدخول :
أولا : بالنقض ، بأن نقول : لا يمكن إثبات قول النبيّ 6 إلاّ بالخبر ، فلو توقف ثبوت الخبر وحجّيته على ذلك القول لزم الدور ، فما يكون جوابه هنا يكون هناك.
ثانيا : إن ثبوت الخبر من حيث هو لا يتوقف على ذلك القول ، وإنما الموقوف عليه هو الحجيّة وهو غيره ، فحجيّة الخبر لا تتوقف على ذلك القول الّذي أشار إليه وزعم لزوم الدور فيه ، وإنما تتوقف حجيّته على الدليل القطعي من الكتاب والعقل والأخبار المتواترة والإجماع القطعي لا منه كما توهمه.
سادسا : قوله : « والأدلة عندهم كتاب وخبر ».
فيقال فيه : ليس في الشيعة من يقول بهذه المقالة ، وإنما الموجود في كتبهم ، والمصرّح به في أقوالهم المشهورة : أن الأدلة ، كتاب ، وسنّة ، وإجماع ،