هو علم يعرف منه
أحوال الأجرام البسيطة العلوية والسفلية وأشكالها وأوضاعها ومقاديرها وأبعادها ،
وموضوعه الأجرام المذكورة من الحيثية المذكورة. [١]
وهكذا الحال في علم الجغرافية فانّ
موضوعه أحوال القارّات والبحار المختلفة ، فالبحث عن كلّ واحد من هذه القارّات
بحثاً عن مصاديق هذا الفرد الكلي لا عن أجزائه.
ويؤيد ذلك أنّه عُرِّف علم الجغرافية
بقولهم : علم يتعرّف به على أحوال الأقاليم السبعة الواقعة في الرُبْع المسكون من
كرة الأرض وعروض البلدان الواقعة فيها وأطوالها وعدد مدنها وجبالها وبراريها
وبحارها وأنهارها ، إلى غير ذلك من أحوال الربع المعمور. [٢]
هذا كلّه على مبنى المحقّق الخراساني ،
وأمّا على مذهب القدماء فالتساوي بين محمول المسألة وموضوع العلم متحقّق لما عرفت
أنّ العرض الذاتي عبارة عمّا يكون الموضوع مأخوذاً في حدّ العرض ، كما في قولنا :
الموجود إمّا واجب أو ممكن ، فالموجود مأخوذ في حدّ الواجب كما هو مأخوذ في حدّ
الممكن ، وهكذا إذا أخذنا الواجب أو الممكن موضوعاً وبحثنا عن عوارضها وقلنا
الواجب بسيط والممكن مركب ، فقد أخذ الموجود في حدّ البسيط كما أخذ في حدّ المركب
، لأنّ البسيط من جميع الجهات هو الموجود الواجب ، كما أنّ المركّب من ماهية ووجود
هو الموجود الممكن ، وهكذا.
ومهما تنزلنا وبحثنا عن محمول المحمول
فلم يزل موضوع العلم سارياً في حدِّ المحمولات وعند ذلك يتبين معنى التساوي ، وهو
تساوي المحمول مع