responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبعاد النهضة الحسينية نویسنده : الذهبي، عباس    جلد : 1  صفحه : 22

يأخذ طريقه إلى قلبه ، بل ازداد اصرارا على المضي في طريق ذات الشوكة حتى نهاية الشوط ، إذ وقف صامدا صمودا اسطوريا ، وقف كالطود الشامخ لم تزعزعه الخطوب ، ومشى بخطى ثابتة على درب واضح المعالم.

يقول حميد بن مسلم : « فواللّه ما رأيتُ مكثورا [١] قطّ قد قُتل ولدُه وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ولا أمضى جنانا منه عليه‌السلام ، إنْ كانت الرّجّالة لتشدُّ عليه فيشدُّ عليها بسيفه ، فتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المِعزى إذا شدَّ فيها الذِّئب » [٢].

وإن كان هذا يدلُّ على شيء ، فهو يشير إلى أن إشارات الغيب زادته قوّةً وصلابةً ، ومنحته شحنات معنوية عالية.

وهناك مواقف أخرى أفصح الإمام عليه‌السلام فيها عن مكنون الغيب ، وقد اطلع أصحابه وأهل بيته عن ذلك بمنتهى الوضوح والصراحة ، فمن المعلوم أنه خاطب بني هاشم قبل خروجه بقوله : « أما بعد ، فإنّه من لحق بي منكم استُشهد ، ومن تخلّف عنّي لم يبلغ الفتح » [٣].

والأمر الآخر هنا الذي يثير الاستغراب والدهشة ، ويكشف النقاب عن حقيقة اطلاع الحسين عليه‌السلام على معالم الغيب ، أنه كشف في حياته عن ملامح ومواصفات قاتله ، فعن محمّد بن عمرو بن حسين ، قال : « كنا مع الحسين بنهر كربلاء فنظر إلى شمر بن الجوشن ، فقال : صدق اللّه ورسوله!


[١] المكثور : الذي أحاط به الكثير. انظر : الإرشاد ٢ : ١١١ ، هامش ٢.

[٢] الإرشاد ٢ : ١١١.

[٣] اللهوف : ٤١.

نام کتاب : أبعاد النهضة الحسينية نویسنده : الذهبي، عباس    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست