responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبعاد النهضة الحسينية نویسنده : الذهبي، عباس    جلد : 1  صفحه : 165

للنساء والأطفال حصانة في الحروب ، ولكن في كربلاء ، اُحرقت الخيام بأمر شمر بن ذي الجوشن على النساء والأطفال الذين بقوا بلا ملاذ آمن ، فقد هجموا على من في الخيام وشرّدوهم في البراري ولمّا يزل الإمام عليه‌السلام حيّا يقاتل.

ولما رأى الحسين عليه‌السلام هجوم الجيش على خيام عياله صاح : « .. انا الذي اُقاتلكم وتقاتلوني ، والنساء ليس عليهن جناح ، فامنعوا عتاتكم من التعرّض لحرمي ما دمت حيا » [١].

لم تجد هذه المناشدة أذنا صاغية ، من أُناس وضعوا القيم تحت أقدامهم ، وانساقوا وراء نزعتهم الجاهلية المتلهّفة للسَّلب والنهب. فلم يغضّوا الطرف عن مناشدة الحسين عليه‌السلام فحسب ، بل تجاهلوا أوامر قيادتهم التي دعتهم ـ في الظاهر ـ إلى وقف الانتهاكات الشائنة لكرامة وممتلكات نساء بيت النبوّة.

نقل الشيخ المفيد قدس‌سره : « وجاء عمر بن سعد فصاح النساءُ وبَكيْن ، فقال لأصحابه : لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة ، ولا تعرِّضوا لهذا الغلام المريض [٢] ، وسألته النسوة ليسترجع ما أُخذ منهنّ ليتستّرن به فقال : من أخذ من متاعهنّ شيئا فليردّه عليهنّ ، فواللّه ما ردّ أحد منهم شيئا » [٣].

ضمن هذا السياق ضربوا بعرض الحائط الدعوات الدينية والإنسانية


[١] اللهوف : ٧١.

[٢] يراد به الإمام علي بن الحسين عليهم‌السلام.

[٣] الإرشاد ٢ : ١١٣.

نام کتاب : أبعاد النهضة الحسينية نویسنده : الذهبي، عباس    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست