فِي ظُلُماتِ ثَلاثٍ، بَيْنَ لَحْمٍ وَ دَمٍ وَ جِلْدٍ، لَمْ تُشْهِدْنِي خَلْقِي، وَ لَمْ تَجْعَلْ الَيَشَيْئاً مِنْ امْرِي، ثُمَّ اخْرَجْتَنِي لِلَّذي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدى الَى الدُّنْيا تامّاً سَوِيّاً، وَ حَفِظْتَنِي فِي الْمَهْدِ طِفْلًا صَبِيّاً، وَ رَزَقْتَنِي مِنَ الْغِذاءِ لَبَناً مَرِيّاً، وَ عَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَ كَفَّلَتْنِى الْامَّهاتِ الرَّواحِمَ، وَ كَلَأتَنِي مِنْ طَوارِقِ الْجانِّ، وَ سَلَّمْتَنِي مِنَ الزِّيادَةِ وَ النُّقْصانِ، فَتَعالَيْتَ يا رَحِيمُ يا رَحْمنُ، حَتّى اذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ، اتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الْانْعامِ، وَ رَبَّيْتَنِي زايِداً فِي كُلِّ عامٍ، حَتّى اذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتِي، وَ اعْتَدَلَتْ مِرَّتِي، اوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِانْ الْهَمْتَنِي مَعْرِفَتَكَ، وَ رَوَّعْتَنِي بِعَجآئِبِ حِكْمَتِكَ، وَ ايْقَظْتَنِي لِما ذَرَأتَ فِي سَمآئِكَ