responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 374

القمش التي تعني جمع الأشياء المتناثرة دون تناسب وكذلك بمعنى الأشياء التي لا قيمة لها، فان الذي يفهم من كلام الإمام عليه السلام أنّ هؤلاء الجهال المتشبهون بالعلماء إنّما يتجهون صوب خواء من العلم الذي يفتقر إلى القيمة كما يفتقر إلى النسبة المنطقية. وقد علق المرحوم العلّامة الخوئي في شرحه لهذا الكلام على أنّهم يحصلون على المعلومات من فم هذا وذاك ومن الروايات الضعيفة غير المعتبرة وعن طريق القياس والاستحسان والمصادر من هذا القبيل (ذات الحجم الكبير والقيمة القليلة أو المعدومة).

الصفة الثانية أنّه يهرع بسرعة في أوساط الجهال من عوام الامّة ليجمع له بعض الأنصار:

«موضع‌ [1] في جهال الأمة»

ومن الطبيعي ألا يهب لنصرة هؤلاء ويتمحور حولهم سوى‌ تلك الطائفة من الجهال، وليس لهؤلاء من مكان بين العقال. فهدفهم هو لفت انتباه الجهال إليهم والنفوذ في أوساطهم لأنّهم يعيشون اليأس من اقتحام دنيا العقلاء.

الصفة الثالثة

«عاد [2] في أغباش الفتنة»

بالالتفات إلى أنّ بعض أرباب اللغة [3] قد عنى غبش من مادة أغباش بشدّة الظلمة أو ظلمة آخر الليل التي تعتبر أفضل فترة للسارقين واللصوص، يتضح أنّ مثل هؤلاء الأفراد يفكرون دائماً في الاصطياد من ماء الفتن. فهم يهربون دائماً من النور والضياء ويلوذون بالظلمة وعتمة الليل كفرصة مناسبة من أجل خداع الجهال؛ ولا غرو فلو تبددت ظلمة الفتنة وبزغت شمس العلم والمعرفة لانكشف النقاب عن صورتهم الحقيقية ولافتضحوا أمام القاصي والداني.

وأشار عليه السلام إلى الصفة الرابعة من صفات تعاسة هؤلاء الأفراد

«عم بما في عقد الهدنة» [4]

. ومن الواضح أنّه ليس المراد بالهدنة هنا الصلح بين المسلمين وغير المسلمين، لأنّ الكلام وبشهادة العبارات اللاحقة وارد بشأن القاضي بين الناس. وبناءً على هذا فالمراد بالهدنة الصلح بين الناس وحل المنازعات بالطرق السلمية؛ وبعبارة اخرى فانّ الهدنة هنا تقابل‌


[1] «موضع» من مادة «ايضاع» بمعنى السرعة في الحركة (وهو يعطي معنى اللازم لا المتعدي رغم أنّه من باب الافعال) وهو هنا إشارة لحركة الجهال المتشبهين بالعلماء السريعة بين الجهال.

[2] «عاد» من مادة «العدو» بمعنى الركض.

[3] مقاييس اللغة، الجوهري، لسان العرب.

[4] «هدنة» بمعنى الصلح والمسالمة بين الناس.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست