responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 333

الرواية الثانية:

«كجؤجؤ طير في لجة بحر».

الرواية الثالثة:

«بلادكم أنتن بلاد اللَّه تربة: أقربها من الماء، وأبعدها من السماء، وبها تسعةأعشار الشر، المحتبس فيها بذنبه، والخارج بعفو اللَّه. كأنّي أنظر إلى‌ قريتكم هذه قد طبقها الماء، حتى ما يرى منها الاشرف المسجد، كانه جؤجؤ طير في لجة بحر».

لابدّ من الالتفات إلى‌ عدم وجود تفاوت يذكر بين ماورد فى الخطبة المذكورة والرواية الاولى‌. فكلاهما قد استهلت بالقسم وتحدثتا علانية عن غرق هذه المدينة، ثم اضافت تشبيه آخر لماورد سابقاً بشأن المسجد بالقول‌

«و ايم اللَّه لتغرقن بلد تكم حتى كانّي انظر إلى‌ مسجدها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة» [1].

أمّا في الرواية الثانية فهناك تفاوت طفيف جداً حيث استبدل تشبيه جؤجؤ السفينه بقولها «كجؤجؤ طير في لجة [2] بحر».

بينما هنالك تفاوت كبير بين الخطبة الثالثة والخطبة الأصلية. فقد أشير في هذه الرواية إلى‌ ثلاث امور في ذم أهل البصرة

«بلادكم أنتن بلاد اللَّه تربة اقربها من الماء، وأبعدها من السماء»

والصفة الثانية «و بها تسعة أعشار الشر» ولعل هذا الأمر ينبع من الخصائص الأخلافية لناس تلك المنطقة أو بسبب كونها ميناءاً يكون مركزاً لتردد مختلف الأفراد وهجوم الثقافات الأجنبية والتلوث الخلقي الذي يفرض عليها من الخارج. ولذلك كانت هذه المنطقة مسرحاً للأحداث الأليمة للقرون الإسلامية الاولى‌. أمّا الصفة الثالثة فهى‌

«المحتبس فيها بذنبه، الخارج بعفو اللَّه». [3]

ثم يتطرق الإمام عليه السلام إلى‌ شبيه ماورد في الروايات المذكورة بقوله:


[1] «جاثمة» من مادة «جثوم» بمعنى الجمع والجثم بالصدر على‌ الأرض، وتطلق هذه المفردة على الأفراد الذين يخلدون إلى‌ الأرض وليس لهم من حركة سوى‌ الكسل والنعاس.

[2] «لجة» بمعنى الموجة والماء الواسع العميق، وتعني في الأصل ذهاب واياب الشي‌ء ومن هنا يطلق لجة على البحر المائج، كما يطلق اللجوح على‌ الأفراد الذين يصرون على شي‌ء، كما تطلق على‌ موج البحر.

[3] هذا التفسير يصدق في حال كون الباء في «بذنبه» والباء في «بعفوالله» باء السببية، ولكن اذا كانت الباء للالصاق فيكون مفهوم الجملة: الشخص الذي تلوث وابتلى‌ بالذنوب، وبقي بعيداً عن الناجين، ولكن العفو الالهي يشمل هذا الشخص فيصبح من الناجين. لكن المعنى الأول هو الارجح طبق المقاييس الأدبية.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست