و كيفا كان مضمون الرواية فهى تشير إلى عدم رغبته بقبول الخلافة أو كما ذهب
البعض لم يكن يكترث لها أو أنّه لم يكن يرى نفسه جديراً بالخلافة مع وجود علي
عليه السلام، ورغم ذلك فانّ هذا الكلام لا ينسجم وما فعله أواخر عمره؛ الأمر الذي
أثار دهشة الإمام عليه السلام في كيفية تفويض الخلافة دون الرجوع إلى آراء
الامّة: ثم قال عليه السلام
«لشدّ ما تشطر ضرعيها»
الضرع بمعنى الثدي وتشطرا من مادة شطر بمعنى جزء من الشيء.
فالعبارة تشبيه رائع بالنسبة للافراد الذي يستفيدون من شيء على وجه التناوب
فالمراد بتشطر ضرعيها: إنّهما إقتسما فائدتها ونفعها، والضمير للخلافة، وسمى
القادمين معاً ضرعاً وسمى الآخرين معاً ضرعا لما كان لتجاورهما، ولكونها لا يحلبان
إلّامعاً، كشيء واحد فالعبارة بصورة عامة تشير إلى مشروع معد ومبرمج مسبقاً ولم
يكن من قبيل الصدفة أبداً.
إجابة على إستفسار
لقد قال البعض بأنّ أبابكر قال: أقيلوني فلست بخيركم، وقد ورد مثل هذا الكلام
عن علي عليه السلام في نهج البلاغة بعد مقتل عثمان حيث قال:
للرد على ذلك نقول لابن أبي الحديد كلام بهذا الشأن ولنا كلام، فقد قال ابن
أبي الحديد:
قالت الإمامية هذا غير لازم والفرق بين الموضعين ظاهر لأنّ علياً عليه السلام
لم يقل: إنّي لا أصلح، ولكنه كره الفتنة، وأبوبكر قال كلاماً معناه: إنّي لا أصلح
لها، لقوله