responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 135

«وَقالَ ما نَهيكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ» [1]. أضف إلى ذلك فهناك نقطة مهمّة لابدّ من الالتفات لها والتي تكمن في قسم الشيطان لاثبات حسن نيته في دعوتهما للأكل من تلك الشجرة «وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ» [2] ولم يكن آدم وحواء آنذاك سمعا من يقسم كاذباً؛ الأمر الذي جعلهما يصغيان إلى وساوس الشيطان.

بالطبع لو تأملا قليلًا لاكتشفا كذب الشيطان؛ لأنّ اللَّه سبحانه قد حذرهما سابقاً مكائده وأنّه عدو لهما، ومن الواضح أنّه لايمكن الوثوق بكلام العدو وإن عززه بالإيمان المغلظة.

3- ماحقيقة الشجرة المحظورة؟

اختلفت أقوال المفسرين بشأن الشجرة المحظورة على آدم عليه السلام هل كانت شجرة خارجية اعتيادية أم مسألة معنوية أخلاقية، وإن كانت مادية أو معنوية فما هى هذه الشجرة؟

نتناول هذه القضية بالبحث المقتضب رغم أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يتعرض في خطبته لتلك الشجرة حيث وردت الإشارات فيها إلى قصة إبليس ووساوسه لآدم عليه السلام.

فقد أشار القرآن الكريم في ستة مواضع إلى تلك الشجرة المحظورة دون الخوض في ماهية تلك الشجرة، غير أنّ الأخبار والروايات الإسلامية وكلمات المفسرين قد تضمنت أبحاثاً مسهبة بهذا الخصوص- حيث فسرها البعض بشجرة الحنطة (وهنا لابدّ من الالتفات إلى أنّ الشجرة تطلق على النبات أيضاً، وهذا ما صرّحت به الآية 146 من سورة يونس: «وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ». في حين فسرها البعض الآخر بشجرة العنب والنخيل والكافور أيضاً. [3]

وأخيراً فسرها البعض معنوياً على أنّ تلك الشجرة كانت علم آل محمد صلى الله عليه و آله وقيل بل العلم بصورة مطلقة كما قيل كانت الحسد. وقد ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام حين سئل عن علة اختلاف الروايات بهذا الشأن أنّه قال:

«كلّه صحيح، لأنّ اشجار الجنان ليست من‌


[1] تفسير نور الثقلين 2/ 11 ح 34؛ سورة الاعراف/ 20.

[2] سورة الأعراف/ 21.

[3] انظر تفسير نور الثقلين 1/ 60؛ الدر المنثور 1/ 52 و 53 وذيل الآية 35 من سورة البقرة.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست