responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 134

آدم عليه السلام قد ارتكب المعصية، بينما لا يرى أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام الذين يؤمنون بعصمة الأنبياء عن كل خطأ وزلل- سواء في باب العقائد وتبليغ الأحكام الشرعية أو في باب الأعمال والأفعال اليومية قبل النبوّة وبعدها- [1].

أنّ آدم عليه السلام قد قارف أية معصية وأن نهي اللَّه لآدم عليه السلام عن تلك الشجرة المحظورة لم يكن نهياً تحريمياً، بل كان فعلًا مكروهاً، ولما كان مقام الأنبياء ولاسيما آدم عليه السلام الذي سجدت له الملائكة لمن العلو والرفعة بحيث لا يتوقع ارتكابهم للمكروه، فان فعلوا ذلك آخذهم الحق سبحانه فحسنات الأبرار سيئات المقربين- وبعبارة اخرى الذنوب على قسمين: ذنوب مطلقة وذنوب نسبية. الذنوب المطلقة هى الذنوب لدى الجميع من قبيل الكذب والسرقة وشرب الخمر، أمّا الذنوب النسبية فهى ليست بذنوب لدى عامة الناس، بل قد تكون مستحبة لدى البعض من الناس، بينما نفس هذه الأعمال المستحبة والمباحة قد يطلق عليها اسم المعصية فيما إذا صدرت من المقربين الذين يستبعد أن يقوموا بمثل هذه الأفعال، إلّاأنّها ليست من قبيل الذنوب المطلقة بل الذنوب النسبية والمراد بها هنا «ترك الاولى». كما ذهبت جماعة إلى النهي عن تلك الشجرة المحظورة على آدم عليه السلام كان نهياً إرشادياً لا نهياً مولوياً، على غرار نصائح الطبيب وإرشاداته حين ينصح مريضه بعدم تناول الطعام الفلاني خشية من استفحال المرض وازدياد مدته. فمن البديهي أنّ مخالفة نصائح الطبيب لا تعتبر اهانة له ولا تعدّ معصية لأوامره، بل‌ستجر تلك المخالفة على صاحبها مزيداً من الألم والمعاناة.

وهذا هو المعنى الذي أشارت إليه بعض الآيات القرآنية بشأن قصة آدم عليه السلام: «فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقى‌» [2].

وقد ورد في بعض الروايات أنّ آدم عليه السلام لم يتناول من تلك الشجرة المحظورة، بل أكل من شجرة مشابهة لها، ولذلك قال لهما الشيطان في ضمن وساوسه إنّ اللَّه لم ينهكما عن هذه الشجرة


[1] قال ابن أبي الحديد: تعتقد الإمامية لايجوز على اللَّه أن يبعث نبياً وقد ارتكب المعاصي قبل نبوته سواء الكبيرة أو الصغيرة، عمداً أو سهواً؛ وتختص هذه العقيدة بالإمايمة، أمّا أصحابنا فلا يرون امتناع الكبائر على النبي قبل نبوّته. وأضاف ابن أبي‌الحديد وهذا ما يعتقده الإمامية بالنسبة لأئمتهم الاثني عشر حيث يرون لهم عصمة مطلقة كعصمة الأنبياء (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7/ 10).

[2] سورة طه/ 117.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست