، فالآية الشريفة تكشف عن عصمتهم وطهارتهم من المعاصي في ذات الوقت الذي يسعهم
ارتكابها. ومن هنا تتضح مغازي بعض الروايات التي صرّحت بتباطؤ بعض الملائكة في
امتثال أوامر الحق وعقابهم على هذا التباطؤ بصفته يمثل ترك الاولى الذي يصدق على
الأنبياء، ونعلم جميعاً بأنّ ترك الاولى لا يعدّ ذنباً قط، بل قد يكون عملًا
مستحباً، إلّاأنّه يعتبر ترك الاولى مقارنة بعمل يفوقه، ونوكل الخوض في تفاصيل هذا
الموضوع إلى أبحاثه المختصة به.
5- مقام معرفة حملة العرش
يفهم من العبارات الواردة بهذا الشأن أنّ العامل الذي جعل حملة العرش مؤهلين
للقيام بهذه المسؤولية الخطيرة لا يقتصر على قوتهم وقدرتهم، بل يمتد ذلك إلى سعة
وسمو مستوى معرفتهم باللَّه تبارك وتعالى. فقد بلغوا أعظم مقامات التوحيد ونفي
كافة أشكال الشرك والشبيه والمثيل للحق تعالى، ومن هنا استحقوا أهلية تحمل تلك
المهمّة العظيمة؛ الأمر الذي يعتبر درساً لابدّ أن يتعلمه العباد وذوي المعرفة
باللَّه.