«الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم،
والمارقة من السماء العليا أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم، والمناسبة
لقوائم العرش أكتافهم»
فكل هذهتفيد مدى قدرتهم في تدبير شؤون العالم. طبعاً يجب علينا أن نحمل
الألفاظ أينما وردت على معانيها الحقيقية، إلّاأنّه يتعذر علينا ذلك الحمل ولا
يبقى أمامنا سوى المعنى الكنائي كالذي أوردناه بشأن الآية القرآنية المباركة
«يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»
إذا كانت هناك القرائن العقلية المسلمة. نعم لقد نهض هؤلاء الملائكة بالقيام
بهذه الامور بالاستناد إلى قوتهم وقدرتهم، بل بحول اللَّه وقوته، كما ينهمكون
بالتسبيح والتقديس وعدم الفتور عن ذكر اللَّه، وهذا ما صورته الآية السابعة من
سورة المؤمن التي أكدت إلى جانب ذلك على دعائهم واستغفارهم للمؤمنين
طبعاً يتصور البعض أنّه ليس هنالك من مفهوم لعصمة الملائكة من عدمها، إلّاأنّ
هذا التصور لا يبدو صحيحاً؛ صحيح أنّ الملائكة لا تنطوي على دوافع الذنب والمعصية
من قبيل الشهوة والغضب (أو أنّها ضعيفة جداً فيهم)، ولكن لا ينبغي الغفلة عن أنّهم
فاعلون ومختارون ولهم القدرة على ارتكاب المخالفة، بل إنّ الآيات القرآنية تصرح
بمدى خشيتهم من