عدم إظهار الحق، من دون إظهار خلافه قولا و فعلا شطط من الكلام، لا سيما مع ما
حكى عن ابن عباس انه لم يكن من آل فرعون مؤمن غيره و غير امرأة فرعون و غير المؤمن
الذي أنذر موسى عليه السّلام.
فاذن ينطبق على عمله عنوان التقية بلا اشكال و تكون الآية دليلا على جوازه
إجمالا.
و روى الطبرسي عن ابى عبد اللّه عليه السّلام انه قال: التقية ديني و دين
آبائي و لا دين لمن لا تقية له و التقية ترس اللّه في الأرض، لأن مؤمن آل فرعون لو
أظهر الإسلام لقتل. [1]
فتحصل من جميع ما ذكرنا ان ظاهر الايات الثلاثة المذكورة أو صريحها جواز
التقية عند الخوف إجمالا، و يظهر من غير واحد من الروايات التي سنوردها عليك ان
شاء اللّه تفصيلا ان موارد التقية المشار إليها في القرآن لا تنحصر بذلك، بل تشمل
فعل أصحاب الكهف، و ما فعله شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السّلام تجاه قومه عند كسر
الأصنام، و ما قاله يوسف لإخوته عند أخذ أخيه الصغير عنده و عدم إرساله مع سائر
اخوته، انه أيضا كان من باب التقية.
و لكنه مبنى على ما سنشير اليه من عدم حصر التقية في كتمان الحق و إظهار خلافه
خوفا على النفس و شبهه بل يشمل ما إذا كان هذا الكتمان لمصالح آخر، فليكن هذا على
ذكر منك.
هذا حكم كتاب اللّه و ما يستفاد من آيات الذكر الحكيم في المسألة و هي بحمد
اللّه جلية من هذه الناحية.