responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة شبهات و ردود نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 28

شَيْ‌ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) [1]. فهذه الآية تمنع إقامة علاقة ودية مع أعداء الحق، إلّا إذا كان عدم العلاقة معهم يسبب وقوع المشقّة و الأذى على المسلمين، فتكون العلاقة الودية معهم باستخدام التقية نوعاً من أنواع الدفاع عن النفس.

ج) ينقل جميع المفسرين في قصة عمّار بن ياسر و أمّه و أبيه أنّهم وقعوا ثلاثتهم في أيدي المشركين العرب، و قاموا بتعذيبهم و أجبروهم على البراءة من نبي الإسلام (صلى الله عليه و آله)، فأمّا والد عمّار و أمّه فقد رفضوا الاستجابة لهم، و استشهدوا على هذه الحالة، و أمّا عمّار فقد نطق بما يريدون تقية، و بعد ذلك ذهب إلى حضرة النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) يبكي، و في الأثناء نزلت الآية الشريفة (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَ لكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‌) [2]. فعدّ النبي (صلى الله عليه و آله) والد عمّار و أمّه من الشهداء، و قام بمسح دموع عمّار و قال له: لا إثم عليك، فإن عادوا إلى إجبارك فكرر تلك الكلمات.

و يشير اتفاق آراء مفسّري الإسلام في شأن نزول الآية في عمّار و والديه، و حديث النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) بعدها على قبولهم جميعاً مسألة التقية. و الأمر المثير للاستغراب أنّه و مع كل هذه الأدلة القرآنيّة المحكمة و كلمات المفسرين من أهل السنّة يؤاخذون الشيعة على قبولهم لمسألة التقية. فعمّار لم يكن منافقاً، و لا مؤمن آل فرعون؛ و ذلك لأنّهما استفادا من التقية وفق الأوامر الإلهيّة.


[1]. سورة آل عمران، الآية 28.

[2]. سورة النحل، الآية 106.

نام کتاب : الشيعة شبهات و ردود نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست