توهم الوهابيون و تصوروا أنّ هذه الآيات تنفي التوسل بأولياء الله، و إضافة
إلى هذا لديهم بحث آخر، و هو أنه على فرض أنّ التوسل بالرسول الأكرم (صلى الله
عليه و آله) حال حياته جائز؛ وفقاً لبعض الروايات، لكن لا دليل لدينا على جوازه
بعد مماته. هذا خلاصة ما يدّعونه.
و لكن للأسف و بسبب هذا الكلام الفاقد للدليل، قام الوهابيون باتهام الكثير من
المسلمين بالشرك و الكفر، و أباحوا دماءهم و أموالهم، فبهذه الذريعة قاموا بسفك
دماء كثيرة و نهبوا الكثير من الأموال.
و الآن و بعد أن عرفنا اعتقادهم بشكل جيد نعود إلى أصل البحث، و نعالج موضوع
التوسل من جذوره.
في البداية نستعرض مفهوم «التوسل» في اللغة و الآيات القرآنيّة و الروايات.
التوسل لغة: «التوسل» في اللغة هو بمعنى اختيار الوسيلة، و الوسيلة: تعني ما
يتقرب به إلى الغير.
يقول ابن منظور في كتابه المعروف «لسان العرب»: «وَسَلَ فلانٌ إلى الله وسيلةً
إذا عَمِل عملًا تقرّب به إليه ... و الوسيلة، ما يتقرّب به إلى الغير» [2].
و جاء في «مصباح اللغة» أيضاً: «الوسيلة: ما يتقرب به إلى الشيء و الجمع
الوسائل».
و نقرأ في «مقاييس اللغة»: «الوسيلة: الرغبة و الطلب».