إنّ التوسل بأولياء الله لأجل حل المشاكل المادية و المعنوية من أهم المباحث و
أكثرها نقاشاً بين الوهابيين و سائر المسلمين في العالم.
يصرح الوهابيون بأنّ التوسل إلى الله سبحانه و تعالى بالأعمال الصالحة لا
إشكال فيه، و لكن لا يجوز التوسل بأولياء الله، و يعتبرونه نوعاً من الشرك، في
الوقت الذي يرى سائر مسلمي العالم جواز التوسل بأولياء الله، بناء على ما سنذكره
من توضيح لمعناه.
تصور الوهابيون أنّ بعض الآيات القرآنيّة تمنع من التوسل، و تعتبره شركاً، و
من جملتها هذه الآية حيث قوله سبحانه: (ما
نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى) [1] التي
تحكي لسان حال مشركي الجاهلية حول ما يعبدون، مثل الملائكة و غيرها، و القرآن
يعتبر هذا الكلام شركاً، و في آية أخرى يقول عزّ و جلّ: (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)[2].
و يقول سبحانه في آية أخرى: (وَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا