و يزداد عدد
القرّاء و حفّاظ القرآن عندنا بالآلاف في كل عام، و مدارس حفظ القرآن و تلاوته و
تفسيره، و كليات علوم القرآن منتشرة في جميع أنحاء بلادنا الواسعة، و من السهل
إثبات ذلك للجميع من خلال مشاهدة تلك البرامج عن كثب.
و لا يوجد في
جميع هذه الأماكن قرآن آخر غير هذا القرآن المعروف بين جميع المسلمين، و لا يوجد
أحد يعرف قرآناً غيره، و لا حديث عندنا عن تحريف القرآن في أي مناسبة أو احتفال.
الأدلّة
العقلية و النقلية على عدم التحريف:
نحن نعتقد
بأنّ هناك أدلة كثيرة عقلية و نقلية تدل على عدم تحريف القرآن، فقد قال الله تعالى
في القرآن الكريم: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا
لَهُ لَحافِظُونَ) [1]، و في آية
أخرى قال تعالى: (وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ* لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ)[2].
فإذا كان
الله سبحانه و تعالى تعهد بحفظ هذا الكتاب، أ فهل يمكن أن تطال يد التحريف هذا
الكتاب؟
إضافة إلى
أنّ القرآن الكريم لم يكن متروكاً أو منسيّاً حتى يأتي شخص و يضيف أو ينقص منه
شيئاً. فكتّاب الوحي قد ازداد عددهم من أربعة عشر إلى أربعمائة شخص، و كانوا
يقومون بتدوين و ضبط كلّ آية بمجرّد نزولها، و وصل عدد حفّاظ القرآن الكريم في عهد
رسول الله (صلى الله عليه و آله) إلى المئات، حيث