و الأنصار [و لعل مشاركتهم في الصلاة كانت حفظاً لأرواحهم] من جميع الأطراف:
«أ سرقت الصلاة أم نسيت؟!».
فقام معاوية في الصلاة التالية بقراءة البسملة في بداية سورة الحمد، و في
بداية السورة كذلك [1].
و لعل معاوية أراد بهذا العمل معرفة مدى حساسية المهاجرين و الأنصار تجاه
الجهر بالبسملة، و لكنه استمر في عمله هذا في بقية المناطق كالشام و غيرها.
القرآن ما بين الدفتين؟
إنّ الموجود بين الدفتين هو القرآن يقيناً، و البسملة جزء من القرآن، و ما
يقوله بعضهم: إنّ البسملة ليست جزءاً من القرآن، بل هي للتفريق بين السور فقط،
فيرد عليه:
أولًا: إنّ هذا الكلام لا يشمل سورة الحمد. لأنّ البسملة جزء من سورة الحمد و
معدودة من آياتها السبع، كما هو الحال في جميع النسخ القرآنيّة.
ثانياً: لما ذا هذا التفريق لم يتحقق في سورة براءة؟ فإذا قيل: إنّ سياق
الآيات في آخر سورة الأنفال لا يرتبط بسياق الآيات في بداية سورة براءة: فنقول إنّ
هناك سوراً كثيرة في القرآن لا ترتبط نهايتها ببداية السورة التالية، و مع ذلك
جاءت البسملة للتفريق بينهما.
فالحق: إنّ البسملة هي جزء من كل سورة، كما هو الحال في ظاهر القرآن، و أمّا
عدم ذكر البسملة في بداية سورة براءة؛ فلأنّ سورة براءة تبدأ