السجود هو ملامسة الجبهة للأرض، و لكن مع عدم التمكن لا يجب تحقيق ذلك» [1].
و جاء في رواية أخرى عن ميمونة (إحدى زوجات رسول الله (صلى الله عليه و آله)):
«و رسول الله (صلى الله عليه و آله) يصلي على الخُمرة فيسجد» [2] أي قطعة من الحصير.
و الواضح من معنى الحديث أنّ النبي (صلى الله عليه و آله) قد سجد على الحصير.
و جاءت روايات كثيرة و متعددة في المصادر المعروفة لدى أهل السنّة أنّ النبي
الأكرم (صلى الله عليه و آله) كان يصلي على الحصير.
و العجيب في الأمر أنّه إذا قام الشيعة بوضع الحصير للصلاة، كما فعل النبي
يتهمون بالبدعة من قبل مجموعة من المتعصبين، و ينظرون إليهم نظرة غضب، في الوقت
الذي تذكر هذه الأحاديث أنّ النبي هو الذي سنّ هذا العمل. و كم هو مؤلم أن تعتبر
هذه السنن بدعة!!!
و لا أنسى ذلك الموقف الذي حدث في إحدى زياراتي لبيت الله الحرام، عند ما كنت
في مسجد النبي (صلى الله عليه و آله) و أردت الصلاة على قطعة حصير، أقبل حينها أحد
الأشخاص المتعصبين من علماء الوهابية و أخذ الحصير- و وجهه مكفهر- و ألقاه جانباً،
و الظاهر أنّه كان يعتبر هذه السنّة بدعةً.
ج) سيرة الصحابة و التابعين
من الموضوعات الملفتة للنظر في هذا البحث هو التدقيق في حالات الصحابة و
المجموعة التي جاءت بعدها و المعروفة باسم (التابعين) تشير إلى