النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) قال لأحد أصحابه:
«و إذا أردتَ أن يَحْشُرَكَ اللهُ
مَعِي يَوْمَ القيَامة فَأطِلِ السُّجُودَ بَيْنَ يَدَي اللهِ الوَاحِد القَهَّار» [1].
2. لا يجوز السجود لغير الله
نحن نعتقد أنّه لا يجوز السجود لغير الذات المقدّسة لله الواحد الأحد الفرد
الصمد؛ لأنّ السجود نهاية الخضوع، و المصداق البارز للعبادة، فالعبودية مختصة
بالله سبحانه و تعالى.
و التعبير بقوله تعالى: (وَ لِلَّهِ
يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ) [2]. و مع
الالتفات إلى تقديم كلمة (لِلَّهِ) في بداية الجملة المذكورة يستفاد منه الحصر. و هذا يعني
أن جميع من في السماء و الأرض لا يسجدون إلّا لله تعالى.
و كذلك جملة (لَهُ يَسْجُدُونَ) [3] إشارة
أخرى إلى انحصار السجود لله تعالى.
و في الواقع يمثل السجود أقصى درجة من الخضوع، و هو مختص بالله سبحانه و
تعالى، و إذا سجدنا لشخص أو لشيء آخر، فهذا يعني: أن نجعله كفواً لله، و هو عمل
غير صحيح.
و نحن نعلم أنّ أحد معاني التوحيد «التوحيد في العبادة» يعني: أن تكون العبادة
خالصة لله، و بدونه لا يكتمل التوحيد. و بعبارة أخرى: إنّ عبادة غير الله شعبة من
شعب الشرك، و السجود نوع من أنواع العبادة، أمّا سجود