الوجدانية،
ويمكن عدها في مصاف الظنون والتصورات من وجهة النظر العلمية والفلسفية، أمّا على
مستوى الشؤون اليومية للحياة فلابدّ من اليقين (علمياً) بحقيقة المحسوسات».
والعجيب أنّ
بعض أتباع (جان لوك) مثل (جورج بركلي) و (هيوم) رغم أنّهم يرون الاصالة للحس في
العلم، إلّاأنّهم لا يرون أيّة قيمة واعتبار للإدراكات الحسية، حتى أنّهم أنكروا
الوجود الخارجي لمحسوساتنا.
البراغماتيون
رغم أنّهم يبحثون كل شيء من زاوية آثاره الخارجية ويرون الوجود والعدم لواقع حسي
وذهني إنّما يتوقف على تأثيره في حياة الإنسان ومن هنا ينبغي تسميتهم بالفلاسفة
التجار لا الفلاسفة الواقعيين، إلّاأنّهم يعترفون بأنّ مسائل ما وراء الطبيعة
خاضعة للبحث والدرس، مثلًا، يقول وليم جيمس- وهو من زعماء المدرسة البراغماتية-
بشأن اللَّه:
«رغم أن تصوره ليس واضحاً جلياً كالتصورات
الرياضية، إلّاأنّ له قيمة عملية على مستوى حياة الإنسان من حيث كونه نظاماً
مثالياً لابدّ من حفظه دائماً، والاعتقاد به يجعل الأفراد يرون وقتية بعض الأمور
الأليمة كما يجعل الفرد من الناحية النفسية يعيش حالة الهدوء والسكينة والطمأنينة،
وبناءً على هذا يمكن توجيه قضية وجود اللَّه» [1].