يخصّص البنك مبالغ معينة من الأموال المودعة لديه في هذا المجال و تحت ضوابط
معينة، و يقوم بإقراضها إلى المتقاضين.
و هذه الخدمة من البنوك الإسلاميّة مضافاً إلى مشروعيتها، فهي مفيدة و ضروريّة
و تعتبر إحياءً و ترشيداً لسنّة إسلاميّة كبيرة تظافرت الآيات [1] و الرّوايات [2] الشّريفة على
الإشادة بها.
أمّا على أرض الواقع فممّا يؤسف له أنّ البنوك الإسلاميّة لم تأخذ هذه المسألة
بصورة جديّة، و لم توليها أهميّة كبيرة، و ذلك أنّ المبالغ المخصّصة حاليّاً لهذا
الأمر المهم و النافع في البنوك الإسلاميّة تمثل نسبة مئويّة ضئيلة جدّاً، في حين
أنّ العدالة و الإنصاف توجبان تخصص مبالغ أكبر لهذا الأمر، لأنّ العمدة في رءوس
الأموال في هذه البنوك متعلقة بآحاد النّاس و ينبغي إعطاء المعوزين و المستضعفين
قروضاً هذه الأموال دون فائدة من قبل هذه البنوك، لكي يتميّز البنك الإسلامي عن
غيره، و تظهر فضيلة البنك الإسلامي و جدارته في خدمة المستضعفين، و لكن مع الأسف
نلاحظ أنّ هذه البنوك تشيد بأمر القرض الحسن ظاهراً و على
[1] و من الآيات التي تدل على هذا
المعنى، الآية 245 من سورة البقرة، و الآية 12 من سورة المائدة، و الآية 11 و 18
من سورة الحديد، و الآية 17 من سورة التغابن، و الآية 20 من سورة المزمل. هذه
الآيات عبرت عن القرض بالقرض الحسنة للّه الذي مالك كل شيء، و عمل يوجب كفّارة
الذّنوب، و يؤتيه اللّه تعالى أضعافاً مضاعفاً في مقابل أجر الكريم، و كما يوجب
الغفران و مغفرة السيئات.
[2] ذكرت طائفة من هذه الروايات في
كتاب الشريف وسائل الشّيعة، المجلد 13، أبواب الدين و القرض، الباب استحباب إقراض
المؤمن الباب 6.