تجرى المحاكمة بسرعة البرق في أكثر الحالات إلّا إذا اكتنف القضية بعض الغموض
مما يتطلب بعض الوقت لفحص أدلة القضية و إزاحة حجب الغفلة عن نظر القلب، و لكن بعد
التأكد يكون صدور الحكم قطعياً.
3- الحكم في هذه المحكمة يتم في مرحلة واحدة، فلا
استئناف و لا تمييز، بل هو حكم نهائي و قاطع.
4- هذه المحكمة لا تصدر أحكام العقوبات فقط، بل
هي تحكم بالجزاء و الاثابة. أي إنَّها محكمة تنظر في قضايا المجرمين و المحسنين
معا، فتعاقب المسيء و تثيب المحسن.
5- عقوبات هذه المحكمة لا تشبه عقوبات المحاكم
العادية، إذ ليس فيها سجون حقيقية، و لا سياط للجلد، و لا أعواد للشنق، و لا محرقة
للحرق، و لكن عقابها يكون احياناً حارقاً و سجنها قاسياً بحيث إنَّ الدنيا على
سعتها تضيق بالانسان، كما يضيق به سجن انفرادي في سجن رهيب.
و عليه، فان هذه المحكمة لا تشبه أيا من المحاكم العادية، بل هي من نوع محكمة
يوم القيامة. و هذه المحكمة من العظمة بحيث إنَّ القرآن يقسم بها كما يقسم بمحكمة
المعاد، فيقول: