الشّدائد، و
لا يتذكر اللَّه من دون ارادته. هذا الامر هو الذي يدلّنا على مدى قربنا منه، و
مدى قربه منّا، بل إنَّه في أرواحنا و ضمائرنا.
إنَّ نداء
الفطرة موجود دائماً في وجدان الانسان، و لكنه يقوى في هذه اللحظات.
3-
يكشف لنا التّاريخ أنَّ رجالًا من ذوي السّلطة و الجاه كانوا في الاوقات العادية
يأنفون من ذكر اسم اللَّه، و لكنّهم إذا ما شعروا بأنَّ قواعد سلطتهم أخذت تهوي، و
أنَّ قصور و جودهم بدأت تنهار، راحوا يمدون يد التوسل الى هذا المبدأ العظيم، لأنّ
نداء الفطرة عاد يرن في اسماعهم بجلاء من جديد.
يقول
التاريخ: عند ما أوشك فرعون على الغرق في أمواج النيل المتلاطمة، و رأى
أنَّ هذا الماء الذى كان سبب إحياء بلاده و أساس قوته المادية، قد أصدر عليه حكماً
بالاعدام، و أنّه عاجز حتى عن دفع أمواج هذا الماء، و أنَّ يده قاصرة عن نفعه في
شيء، أخذ يصرخ عالياً: لا إله و لا معبود سوى إله موسى العظيم. لقد صدرت هذه
الصرخة في الحقيقة، من فطرته الباطنية، و لا يقتصر هذا على فرعون، فكلّ من يمر
بظروف مماثلة يسمع هذا النداء من أعماق نفسه؟
4-
إذا رجعت الى أعماق نفسك وجدت أنَّ هناك نوراً يتلألأ في باطنك و يدعوك الى
اللَّه. و لعلك قد صادفت في حياتك بعض الازمات الشّديدة و