1-
يقول العلماء: إنَّ أي شخص، مهما كان أصله و طبقته، إذا ترك و شأنه دون تعليم أو
ارشاد، و دون أنْ يسمع آراء المؤمنين و الملحدين، فانه يتّجه بذاته نحو قوة قادرة
قاهرة ترتفع فوق عالم المادة و تحكم الكون بأسره.
إنَّ هذا
الانسان يحس أن في أعماق قلبه و زوايا نفسه نداءً لطيفاً مفعماً بالمحبّة و
الرّحمة، و في الوقت نفسه مكين و ثابت، يدعوه الى المبدأ العظيم و القادر العليم
الذي ندعوه: اللَّه.
و ذلك هو
نداء الفطرة الطاهرة!
2-
و قد ينجرف هذا الشخص مع التيار المادي و حركة الحياة اليومية الزّاخرة بالبهرجة و
الزّينة، فينشغل بها موقتاً عن سماع ذلك النداء. و لكنه عند ما يواجه الشّدائد و
المشكلات و المحن، و عند ما تهاجمه الحوادث الطبيعية المروعة و المخيفة، كالسيول و
الزّلازل و الفيضانات و لحظات القلق عند سفره في طائرة تتلاعب بها العواصف. نعم،
عند ما تقصر يده عن الوصول الى عون مادي، و لا يجد ملجأ يلوذ به، يقوى هذا النداء
في داخله، و يحس أن في كيانه قوّة تجتذبه نحوها، قوّة هي فوق كلّ القوى، و قدرة
غامضة يسهل عليها حلّ جميع المشكلات بيسر.
قليل جداً من
النّاس من لا يتّجه الى خالقه عند مواجهة الازمات و