5- بالنسبة للخطط التنفيذية لم يُجِز ابداً
المقولة القائلة أنَّ الغاية تبرر الوسيلة، و للوصول الى أهدافه المقدّسة. كان
يقول:
وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا
تَعْدِلُوا اعْدِلُوا.[1] أمّا علو أخلاقه فيتضح من تعليماته في التزام المبادئ الاخلاقية في ميادين
الحرب، و عدم الاعتداء على غير المقاتلين و الامتناع عن قطع شجرة، و عدم تلويث
مياه شرب العدو، و معاملة الاسرى بكل محبّة، و عشرات اخرى من امثال هذه التعليمات.
6- مقدار تأثير دعوته في ذلك المحيط كان من
الشدّة بحيث أن الاعداء كانوا يخشون الاقتراب منه، خوفاً من أن ينجذبوا إليه و
يتأثرون به، فكانوا إذا تكلم يثيرون الجلبة و الضوضاء لئلا يسمع الناس ما يقول
فتنجذب اليه قلوبهم العطشى. و لكي يموهوا على الناس تأثيره المعجز و قد و صفوه
بالساحر الذي ينطق بالسحر، و هذا بذاته اعتراف ضمني بقوّة تأثير دعوته الخارقة
للعادة.
7- أمّا مقدار تضحيته في سبيل دعوته، فلقد كان
أشدّ الناس إيماناً بهذا الدين الذي عهده اللَّه اليه به.
في بعض الحروب التي فرّ منها المسلمون الجُدد، وقف هو بثبات، و لم ينفع معه
ترغيب الاعداء و لا ترهيبهم، بل ظل ثابتاً على دينه، لا يظهر عليه شيء من الضعف و
التردد.
8- كثيراً ما سعوا لاجباره على التّساوم مع
المنحرفين، و لكنه لم يتزحزح قيد شعرة عن موقفه، بل قال: