responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 140

و ذلك لان نظرة واحدة الى نظام الخليقة العجيب تدلّنا على أنَّ اللَّه تعالى لم يغفل بلطفه عن تأمين أي حاجة من حاجات الانسان، فهو عند ما خلق العين لكي ننظر بها، خلق معها الاجفان و الأهداب للحفاظ عليها و لتنظيم سقوط الضوء عليها.

و خلق في زوايا العين غُدداً تفرز الدّموع لكي يبقى سطحها رطباً دائماً، إذ أنَّ جفافها يذهب بها.

و فضلًا عن ذلك خلق في العين نافذة صغيرة تسيل خلالها الدّموع الزائدة الى الانف، و لو لا هذه النافذة، الصغيرة لاستمرت الدّموع تسيل على وجوهنا.

و يتمتع بؤبؤ العين بحساسية شديدة بحيث أنَّه يتأثر بشدّة الضوء و ضعفه فيضيق و يتسع تبعاً لذلك بصورة لا إرادية لكيلا يصيب العين ضرر من جراء شدة الضوء.

و في اطراف كرة العين عضلات مختلفة تسهل عليها الدوران الى الجهات المختلفة بغير حاجة الى إدارة الرأس و الجسم.

فهل اللَّه الذي لا يغفل عن حاجات الانسان الدّقيقة هذه يمكن أنْ يحرم الانسان من هاد و قائد موثوق به و معصوم من الخطأ و يأتمر بأوامره و وحيه؟

يقول الفيلسوف المعروف ابن سينا في كتابه «الشّفاء» المشهور:

«لاشك أنَّ حاجة الانسان الى ارسال الانبياء اليهم لبقاء النوع ولبلوغ الكمالات أشدُّ ضرورة من نمو الأهداب والحواجب وتقعر باطن القدم وامثالها، وذلك لأنَّه ليس من الممكن أن يوجب اللَّه سبحانه وتعالى تلك الامور ولايوجب هذا الامر».

نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست