responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 123

نصحوه بترك هذه المواد السامة التي تضر بمعدته و تضعف قلبه و تحطم أعصابه، لم يجدوا عنده أذنا صاغية، بل يستمر في الاستمتاع الموهوم بهذه المواد القاتلة حتى تظهر عليه آثار قرحة المعدة و انهيار الاعصاب و أمراض القلب. و يبقى بعد ذلك طوال عمره يعاني الآلام من تلك الامراض و يئن منها ليلًا و نهاراً.

فهل يمكن أنْ نعترض هنا فنقول إنَّ هذا الشخص الذي لم يذنب سوى بضعة أسابيع أو أشهر، كيف يظل يعاني بقية عمره و لسنوات عديدة من تلك الآلام و يتحمل كل ذلك العذاب؟ لا شك إنَّ الجواب سيكون فوراً: تلك هي نتائج أعماله، أو حتى لو أُعطى عمر نوح أو أكثر و عاش آلاف السنين. فانك كلما رأيته يتألم من تلك الامراض قلت: هذا العذاب هو الذي أنزله بنفسه بمحض إرادته و كامل وعيه.

إذن «أكثر» عقوبات يوم القيامة من هذا القبيل و عليه فلا يبقى أي مجال للاعتراض على عدالة اللَّه.

ب) من الخطأ أنْ يظن بعضهم أن مدّة العقاب يجب أنْ تتناسب مع مدّة الذنب. لأنَّ العلاقة بين الذّنب و عقابه ليست علاقة زمنية. بل تتعلق بكيفية الذنب و نتائجه.

فقد يقتل شخص رجلًا بريئاً في لحظة واحدة، فيحكم عليه بالسجن المؤبد حسب قوانين بعض البلدان. فهنا نلاحظ أنَّ زمن الذنب لم يتجاوز بضع لحظات، بينما العقاب يمتد عشرات السنين، و مع ذلك لا يعترض أحد على ذلك بأنَّه ظلم، و ذلك لأنَّ القضية هنا ليست قضية دقائق و ساعات و أشهر و سنوات، بل هي قضية كيفية الجرم و نتائجه.

نام کتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست