هذا التساؤل ليس مهماً، بالطبع، بالنسبة للثواب، إذ أنَّ بحر رحمة اللَّه
واسع، و كلما ازداد الثواب كان ذلك أدل على رحمته و فضله. و لكن بالنسبة للاعمال
السيئة، كيف يمكن أنْ يعاقب المرء على سيئات محدودة بعذاب خالد؟ كيف ينسجم هذا
المعنى مع العدالة الإلهية؟ أ لا يجب أنْ يكون هناك نوع من التوازن بين الجريمة و
العقاب؟
الجواب:
للوصول الى جواب شاف و نهائي لهذا السّؤال ينبغي أنْ نلاحظ الأُمور التالية:
أ- إنَّ العقوبات يوم القيامة لا تشبه كثيراً من
العقوبات في هذه الدنيا، كأن يرتكب أحدهم في هذه الدّنيا جريمة السّرقة مثلا
فيعاقب بالسّجن مدّة معينة، بل إنَّ عقوبات يوم القيامة أكثر ما تكون بهيئة آثار
أعمال الانسان و خصائصها.
و بعبارة أوضح، إنَّ العذاب الذي يعاني منه المذنبون في عالم الآخرة هو نتيجة
أعمالهم التي اقترفوها. يقول القرآن في تعبير صريح:
فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ لا تُجْزَوْنَ
إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.[1]
و لنضرب مثلًا بسيطاً يجسد هذه الحقيقة:
لو اعتاد شخص على تعاطي المخدرات و المشروبات الكحولية، و كلما