9- إنه ما سمي في العرف غناء و إن لم يطرب (كما اختاره في الحدائق).
10- إنه ما يسمى في العرف غناء (حكي عن المشهور أيضاً).
و من الواضح أن المعاني الخمسة الأولى ليست تعاريف جامعة و مانعة بل من قبيل
شرح الاسم لوضوح أن مجرّد الصوت أو تحسينه أو رفعه و تواليه ليس بغناء قطعاً.
كما أن التعريفين الأخيرين ليس تعريفاً بل اعتراف بعد إمكان ضبطه تحت تعريف
جامع، مضافاً إلى أنه يظهر من صاحب الجواهر (قدس سره) و هو من أهل اللسان بأنه
الآن مشتبه بين عرف عامة سواد الناس من العرب لعدّهم الكيفية الخاصّة من الصوت في
غير القرآن و الدعاء و تعزية الحسين غناء و نفي ذلك عنها فيها و ما ذاك إلّا
لاشتباهه للقطع بعدم مدخلية خصوص الألفاظ فيه [1].
فحينئذ يبقى من هذه المعاني، الثلاثة الأخيرة قبلهما، ففي واحد منها أخذ قيد
«الطرب»، و في الآخر «الترجيع و الطرب» و في الآخر التعريف باللهو المناسب لمجالس
أهل الفسوق، فنقول إنّما الكلام في معنى الطرب و اللهو، و الظاهر أنه ليست
الكلمتان أوضح تفسيراً من نفس الغناء! أمّا «الطرب» فالمعروف في تفسيره في كتب
اللغة و الفقه أنها خفة عارضة لشدّة سرور أو حزن، و أمّا هذه الخفّة ما هي؟ فهل هي
خفة في العقل شبيه السكر الحاصل بأسبابه، أو خفة في النفس بمعنى النشاط و الانبساط
و الانشراح، الذي يكون في كلتا الحالتين، أو لذّة خاصّة حاصلة منهما جميعاً فبعض
الأحزان ممّا يلتذ منه الإنسان كالسرور.
و الإنصاف أن الطرب ليس أوضح من الغناء كما ذكرنا، حتّى يرفع إبهامه به و إن