و اعلم أنّه لا تنحصر العناوين الثانوية بالاضطرار و الضرورة كما قد يتوهم، بل
لها أقسام كثيرة يشكل إحصاؤها، و إليك أهمها:
1- الاضطرار، كما في المثال السابق: الاضطرار إلى أكل لحم الميتة.
2- الضرر على النفس، مثل ما إذا علم المريض أنّ تناول ذلك الغذاء المباح يؤدي
إلى هلاكه.
3- الإضرار بالغير، مثل ما إذا حفر في داره بالوعة- و هو أمر مباح- مع علمه
بأنّه يؤدي إلى ضرر الجار، و منه حديث سمرة بن جندب.
4- العسر و الحرج الشديد؛ مثل ما إذا لم تتضرر المرأة الحامل أو الشيخ الكبير
بالصوم و لكن يقعان في مشقة شديدة لا يتحمل مثلها عادة.
5- مقدمة الواجب، مثل ما مرّ من حفر البئر لتحصيل ماء الوضوء أو الغسل، و منه
ما يكون مقدمة لحفظ النظام.
6- مقدمة الحرام، مثل ما مرّ من أنّ شرب التنباك سبب لمزيد شوكة المعتدين.
7- الإعانة على واجب شرعي، مثل ما إذا لم يمكن الجهاد إلّا ببذل أموال غير
الوجوه الواجبة الشرعية؛ فإنّه يجب لما فيه من التعاون على البر و التقوى.
8- الإعانة على الظلم و سائر المحرمات، كبيع العنب ممّن يعمله خمراً مع هذا
القصد، و الفرق بينه و بين مقدمة الواجب و الحرام، أنّ الإعانة تكون بالنسبة إلى
فعل الغير و المقدمة لفعل النفس.
9- قاعدة الأهم و المهم، مثل ما إذا دار الأمر بين التصرّف في دار الغير و نجاة
نفس المؤمن.