قد مرّ أنّ كلّ حكم له موضوع خاصّ، و هذا الموضوع قد يلاحظ بذاته و له أقسام و
أنواع و أفراد، و قد يلاحظ بحسب العناوين الطارئة الذي قد يتغير حكمه معها، مثلًا
لحم الميتة له عنوان بذاته، و له أقسام: ميتة البقر و الغنم و الإبل، و أسباب
الموت أيضاً مختلفة، فقد تكون متردية و أخرى نطيحة و ثالثة ممّا أكله السبع؛ أكل
بعضه و بقي بعض. فقوله (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةُ)[1] يشمل
الجميع؛ بناءً على كون الموت بمعنى ما لم يُذكَّ، و لكن للميتة عناوين طارئة خارجة
عن ذاتها، مثلًا هذه الميتة ممّا اضطر إلى أكلها، و من الواضح أنّ الاضطرار و عدمه
ليس ممّا يعرضها لذاتها، بل لأمور خارجية، و هذا و أشباهه هي العناوين الثانوية.
مثال آخر: حفر البئر في ذاته أمر مباح، من دون فرق بين الآبار العميقة و
المتوسطة و قليلة العمق، و لكن إذا كان مقدمة لتحصيل الماء للوضوء و الغسل فحينئذ
يجب بعنوان المقدمة. و من الواضح أنّ هذا العنوان خارج عن ذات البئر و إنّما طرأ
عليه من الخارج، فهذا عنوان ثانوي. إلى غير ذلك من الأمثلة.
و منه المسألة المعروفة، و هي تحريم شرب التنباك في بعض الأزمنة من قِبل آية
الله الشيرازي؛ لكونه سبباً لمزيد قوّة أعداء الإسلام.