ورد في كلمات فقهاء الإسلام الكبار بيان عدّة علل لتسمية أقرباء القاتل الرجال
لأبيه باسم «العاقلة» منها:
1- يعتقد البعض أنّ كلمة (العاقلة) مأخوذة من (العقل)، و العقل في الأصل بمعنى
«المنع»، أي كما أنّ عقل الإنسان يمنعه من ارتكاب المخالفات، فالعاقلة أيضاً تمنع
الجاني من تكرار ارتكاب هذا النوع من الخطأ، و تنصحه بالاحتياط و التحفّظ، و لذا
سميت العاقلة بالعاقلة [1].
قد يقال: إنّ حكم العاقلة يرتبط بقتل الخطأ، و في قتل الخطأ كما هو واضح لم
يرتكب القاتل ما يخالف الاحتياط، فإنّ الحادثة وقعت صدفة، و عليه فالحكمة المذكورة
غير صحيحة هنا، لأنّ القاتل لم يتعمد المخالفة حتى يُلام و ينصح بعدم التّكرار.
فنقول في الجواب: صحيح أنّ قتل الخطأ المحض يقع صدفةً، و لكن الكثير من
المخالفات و الجنايات غير العمدية تقع نتيجة لعدم الدقّة و عدم الاحتياط، فالفلسفة
المذكورة صحيحة، و هي تحدّ من وقوع مثل هذه الجنايات، و المراد منها بالضّبط هو
دعوة الأفراد للتّدبّر و التّأنّي في مثل هذه الموارد.
2- يقول البعض: إنّ التّسمية مأخوذة من «عقال»، و هو ما تربط به الإبل، و ذلك
أنّ الناس سابقاً في بعض البوادي كانوا يأتون بمائة بعير و يعقلونها عند أولياء دم
المقتول خطأً، و من هنا سمي أقرباء القاتل بالعاقلة [2].
3- و يعتقد البعض الآخر أنّ سبب التسمية بالعاقلة لأنّ أقرباء القاتل يعقلون
[1] و من جملة من أشار إلى هذا القول
من الفقهاء صاحب الجواهر (قدس سره) في ج 43 ص 413.
[2] أشار الشّهيد الثّاني في شرح
اللمعة: ج 2 ص 420 إلى هذا الرأي.