مضافاً إلى عدم وجود أيّة نقطة سلبية للنساء فيها، تفيد أن سلوك زوجة عزيز مصر
المشين و مردوداته الوخيمة، تعتبر خير درس و عبرة لكل من يوسوس له الشيطان، و كيف
كان، فلا تفاوت بين الرّجل و المرأة من جهة المسائل العلمية و الثّقافية.
الجانب الاقتصادي
خلافاً للجانبين السّابقين، فإنّ الرّجل و المرأة في هذا الجانب الثّالث لا
يقفان على أفق المساواة، أي أنّ مصروفات الرجال حتى في عصرنا الحاضر- بل في
المجتمعات التي لا تعطي للدين قيمة و تدعي المساواة بين الرجل و المرأة في كل
شيء- أكثر بكثير من مصروفات المرأة. و هذا الفرق أمر واقعي لا يمكن إنكاره بمجرد
بعض الشعارات الجاذبة، و يعود هذا الفرق لعدّة أسباب:
أ- إنّ المرأة تقضي شطراً طويلا من حياتها في الحمل و الولادة و الرضاعة و
الحضانة، و هي طبقاً للأعراف و التّقاليد في كل المجتمعات مسئولة عن تربية
الأولاد. و هذه المراحل تشغل قسماً كثيراً من أفضل أيّام حياة المرأة، و هي أيّام
الشّباب.
فإذا كان للوالدين ثلاثة أولاد على أقل التّقادير [1]. و إذا أرادت كلّ أمٍّ أن تقضي ثلاثة دورات
حمل و ولادة و حضانة و تربية أطفال، فإنّ قسماً مهماً من أيّام شبابها تكون وقفاً
على هذه الدّورات الثّلاث، مضافاً إلى أنّ ذلك يستهلك بعض طاقتها و قدرتها، و هذه
المسألة مرتبطة بطبيعة المرأة التركيبية و الجسدية، و هو أمر واقعي لا
[1] لبقاء النّسل البشري، لا بدّ أن
تنجب كل أمّ ثلاثة أولاد، فإنّ اثنين منهما يحلان محلا لأبوين، و الثالث يُعد
للأحداث و الكوارث و الحروب و الزلازل و الفيضانات و الأمراض و غير ذلك، أو
للتعويض عن عدم إنجاب بعض النّساء، و موت بعض الأطفال، و لذا فإنه لا يكفي أن تنجب
كل أم مولودين فقط، بل لا بدّ من إنجاب ثلاثة أطفال على أقل تقدير.