يؤكدون لشياطينهم أنهم معهم، و أن ولاءهم للمؤمنين ظاهري، هدفه الاستهزاء.
و بلهجة قويّة حاسمة يردّ القرآن الكريم على هؤلاء و يقول: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي
طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ[1].
الآية الأخيرة توضّح المصير الأسود المظلم لهؤلاء المنافقين، و خسارتهم في
سيرتهم الحياتية الضّالة: أُولئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ما
كانُوا مُهْتَدِينَ.
بحوث
1- ظهور النّفاق و أسبابه:
حينما تندلع الثورة في منطقة معينة، فإن مصالح الفئة الظالمة الناهبة المستبدة
تتعرض للخطر حتما، خاصة إذا كانت الثورة مثل ثورة الإسلام تقوم على أساس الحقّ و
العدالة. هذه الفئة تسعى للإطاحة بالثورة عن طريق السخريّة و الاستهزاء أوّلا، ثمّ
بالاستفادة من القوة المسلحة و الضغوط الاقتصادية، و التضليل الاجتماعي.
و حين تبدو في الأفق علامات انتصار الثورة، تعمد فئة من المعارضين إلى تغيير
موقفها، فتستسلم ظاهريا، و تتحول في الواقع إلى مجموعة معارضة سريّة.
هؤلاء يسمّون «منافقين» لانطوائهم على شخصيتين مختلفتين (المنافق
[1]- يعمهون، من «العمه» أي التردّد
في الأمر، و أيضا بمعنى عمي القلب و البصيرة بسبب التحيّر (راجع: