responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 95

و بما أن الكذب رأس مال المنافقين، يبرّرون به ما في حياته من متناقضات، و لهذا أشار القرآن في ختام الآية إلى هذه الحقيقة: وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ‌.

ثم تستعرض الآيات خصائص المنافقين، و تذكر أوّلا أنهم يتشدّقون بالإصلاح، بينما هم يتحركون على خط التخريب و الفساد: وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ، قالُوا: إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ‌.

ذكرنا سابقا أنّ الإنسان، لو تمادى في الغيّ و الضلال، يفقد قدرة التشخيص، بل تنقلب لديه الموازين، و يصبح الذنب و الإثم جزء من طبيعته. و المنافقون أيضا بإصرارهم على انحرافهم يتطبّعون بخط النفاق، و تتراءى لهم أعمالهم بالتدريج و كأنهم أعمال إصلاحية، و تغدو بصورة طبيعة ثانية لهم.

علامتهم الاخرى: اعتدادهم بأنفسهم و اعتقادهم أنهم ذووا عقل و تدبير، و أن المؤمنين سفهاء و بسطاء: وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ، قالُوا: أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ؟!!.

و هكذا تنقلب المعايير لدى هؤلاء المنحرفين، فيرون الانصياع للحق و إتباع الدعوة الإلهية سفاهة، بينما يرون شيطنتهم و تذبذبهم تعقّلا و دراية!! غير أن الحقيقة عكس ما يرون: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَ لكِنْ لا يَعْلَمُونَ‌.

أليس من السفاهة أن لا يضع الإنسان لحياته خطا معينا، و يبقى يتلوّن بألوان مختلفة؟ أليس من السفاهة أن يضيّع الإنسان وحدة شخصيته، و يتجه نحو ازدواجية الشخصية و تعدّد الشخصيات في ذاته، و يهدر بذلك طاقاته على طريق التذبذب و التآمر و التخريب، و هو مع ذلك يعتقد برجاحة عقله؟! العلامة الثالثة لهؤلاء، هي تلوّنهم بألوان معينة تبعا لما تفرضه عليهم مصالحهم، فهم انتهازيون يظهرون الولاء للمؤمنين و لأعدائهم من الشياطين:

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست