و الجور في الوصية هو الوصية بأكثر من الثلث، و حرمان الورثة من حقهم المشروع،
أو التمييز بين الورثة بسبب عواطف شخصية سطحية. و أوصت النصوص الإسلامية أيضا بعدم
الوصية بالثلث إن كان الورثة فقراء محتاجين، و تقليل النسبة إلى الربع و إلى
الخمس [2].
موضوع العدالة في الوصية يبلغ درجة من الأهمية نراها في هذه
الرواية: «أنّ رجلا من الأنصار توفى و له صبية صغار و
له ستّة من الرّقيق فأعتقهم عند موته و ليس له مال غيرهم فلمّا علم النّبيّ صلّى
اللّه عليه و اله و سلّم سأل قومه ما صنعتم بصاحبكم قالوا دفنّاه قال: أما إنّي لو
علمته ما تركتكم تدفنونه مع أهل الإسلام ترك ولده صغارا يتكفّفون النّاس» [3].
3- الوصايا الواجبة و المستحبة
الوصية و إن كانت مستحبة بطبيعة حالها- كما أشرنا إليه- و لكن قد تكون واجبة
لأمور طارئة، مثل أن يكون على الإنسان حقوق واجبة للناس أو للّه قصّر في أدائها،
أو كانت عنده أمانات و ديون أو مثل ذلك بحيث لو لم يوص احتمل ضياع حقوق النّاس
بذلك، و أهم من الكل أن يكون للإنسان مكانة خاصة في المجتمع لو لم يوص لمن بعده
وقعت اضطرابات و أمور مؤسفة ففي جميع هذه الصور تجب الوصيّة.