صحيح أن الإنسان الرّسالي يجب أن يسعى بأخلاقه إلى جذب الأعداء إلى صفوف
الدعوة، لكن مثل هذا الموقف يجب أن يكون تجاه المخالفين المرنين الليّنين، أما
الموقف تجاه المعاندين المتصلبين فينبغي أن يكون غير ذلك. لا يجوز إهدار الوقت مع
هؤلاء، بل لا بدّ من الإعراض عنهم و تركهم.
3- إنّ هدى اللّه هو الهدى
نفهم من الآية المذكورة أن القانون الوحيد القادر على إنقاذ البشرية هو قانون
الهداية الإلهية، لأن علم البشر- مهما قدر له من التكامل- يبقى مخلوطا بالجهل و
الشك و القصور في جهات مختلفة. و الهداية في ضوء مثل هذا العلم الناقص لا يمكن أن
تكون هداية مطلقة، و لا يستطيع أن يضع للإنسان برنامج «الهداية المطلقة» إلّا من
له «علم مطلق»، و من هو خال من الجهل و النقص، و هو اللّه وحده.
4- حق التلاوة
عبر القرآن عن الفئة المهتدية من أهل الكتاب بأنهم يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ، و هو تعبير عميق يرسم لنا سبيلا واضحا تجاه القرآن الكريم و الكتب السماوية،
فالنّاس أمام الآيات الإلهية على أقسام:
قسم يكرسون اهتمامهم على أداء الألفاظ بشكل صحيح و على قواعد التجويد، و يشغل
ذهنهم دوما الوقف و الوصل و الإدغام و الغنّة في التلاوة، و لا يهتمون إطلاقا
بمحتوى القرآن فما بالك بالعمل به! و هؤلاء بالتعبير القرآني كَمَثَلِ