responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 354

على سبيل المثال، يقول الماديون في لوحة زيتية مرسومة على ورقة أنّ زيوت التلوين كانت موجودة، و نحن نسأل: كيف وجدت هذه «الصورة» التي لم تكن موجودة من قبل؟

كل جواب يقدمونه بشأن إيجاد «الصورة» من «العدم» نقدمه نحن أيضا بشأن إيجاده «المادة».

و في المرحلة الثانية، ينبغي التأكيد على أن خطأ الماديين ناتج عن كلمة «من». هؤلاء تصوروا قولنا: (أن العالم وجد من العدم) شبيه بقولنا (أن المنضدة وجدت من الخشب) حيث لا بدّ من وجود الخشب أوّلا لكي توجد المنضدة. بينما جملة «وجود العالم من العدم» لا تعني ذلك. بل تعني «أن العالم لم يكن موجودا ثم وجد». و هل في هذه العبارة تضاد أو تناقض؟! و بالتعبير الفلسفي: كل موجود ممكن (الذي لا يملك الوجود ذاتيا) له جانبان: ماهية و وجود، «الماهية» هي «المعنى الاعتباري» الذي يتساوى في نسبته للعدم و الوجود. بعبارة اخرى، الماهية هي المقدار المشترك الذي نفهمه من ملاحظة وجود شي‌ء و عدمه. فهذه الشجرة لم تكن موجودة سابقا و هي موجودة الآن، و الشخص الفلاني لم يكن موجودا سابقا و هو الآن موجود، و ما أسندنا إليه الحالتين (الوجود و العدم) هي «الماهية».

من هنا يكون معنى قولنا (إن اللّه أوجد العالم من العدم) هو أنه سبحان نقل الماهية من حالة العدم إلى حالة الوجود، و بعبارة اخرى وضع لباس «الوجود» على جسد «الماهية» [1].


[1]- راجع لمزيد من التوضيح كتاب: خالق العالم.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست