responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 308

التّفسير

قوم جادلون:

سبب نزول الآية الكريمة يبيّن طبيعة العناد و اللجاج و الجدل في اليهود، ابتداء من زمان موسى عليه السّلام و مرورا بعصر خاتم الأنبياء و حتى يومنا هذا يعرضون عن الحقّ بألوان الحجج الواهية.

حجّتهم في هذا الموضع المذكور في الآية ثقل التكاليف التي يأتي بها جبرائيل، و عداؤهم لهذا الملك، و رغبتهم في أن يكون ميكائيل أمينا للوحي!! و كأن الملائكة هم مصدر الأحكام الإلهية! و القرآن الكريم يصرّح بأن الملائكة ينفّذون أوامر اللّه و لا ينحرفون عن طاعته: لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ‌ [1].

القرآن يجيب عن ذريعة هؤلاء: قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى‌ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ‌ و ما جاء به جبرائيل يصدّق ما نزل في الكتب السماوية السابقة:

مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ‌ و هو إضافة إلى كل هذا: وَ هُدىً وَ بُشْرى‌ لِلْمُؤْمِنِينَ‌.

فالجواب في هذه الآية ينطوي على ثلاث شعب:

أوّلا: إن جبريل لا يأتي بشي‌ء من عنده، بل ما يأتي به هو بِإِذْنِ اللَّهِ‌.

ثانيا: ما جاء به جبريل تصدّقه الكتب السماوية السابقة، لانطباقه على العلامات و الدلالات المذكورة في تلك الكتب.

ثالثا: محتوى ما جاء به جبرائيل يدلّ على أصالته و حقّانيته.

الآية التالية تؤكد نفس هذا الموضوع تأكيدا مقرونا بالتهديد و تقول: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِيلَ وَ مِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ‌ [2] مشيرة بذلك إلى أن موقف الإنسان من اللّه و ملائكته و رسله و من جبرئيل و ميكائيل، لا يقبل التفكيك، و أن الموقف المعادي من أحدهم هو معاداة للآخرين‌ [3].


[1]- التحريم، 6.

[2]- البقرة، 98.

[3]- الميزان، في تفسير الآية المذكورة.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست