انفجار العيون في الصّحراء تذكير آخر بنعمة اخرى من نعم اللّه على بني
إسرائيل: و هذا التذكير تشير إليه كلمة «إذ» المقصود منها (و اذكروا إذ)، و هذه
النعمة أغدقها اللّه عليهم، حين كان بنو إسرائيل في أمسّ الحاجة إلى الماء و هم في
وسط صحراء قاحلة، فطلب موسى عليه السّلام من اللّه عزّ و جلّ الماء: وَ إِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ، فتقبل اللّه طلبه، و أمر نبيّه أن يضرب الحجر بعصاه: فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ
مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً بعدد قبائل بني
إسرائيل.
و كل عين جرت نحو قبيلة بحيث أن كل قبيلة كانت تعرف العين التي تخصّها قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ.
كثرت الأقوال في طبيعة الحجر الذي انفجرت منه العيون، و كيفية ضربه بالعصا، و
القرآن لا يزيد على ذكر ما سبق.