هؤلاء لهم مع اللّه عهود و مواثيق، مثل عهد التوحيد، و عهد الرّبوبية، و عهد
عدم اتّباع الشيطان و هوى النفس. لكنهم نقضوا كل هذه العهود، و تمرّدوا على أوامر
اللّه، و اتبعوا أهواءهم و ما أراده الشيطان لهم.
طبيعة هذا العهد: يثار سؤال حول العهد المبرم بين اللّه و الإنسان، فالعهد عقد
ذو جانبين، و قد يقول قائل: متى أبرمت مع اللّه عهدا من العهود المذكورة؟
الجواب على هذا السؤال يتضح لو عرفنا أن اللّه سبحانه أودع في أعماق النفس
الإنسانية شعورا خاصا و قوى خاصة يستطيع بها أن يهتدي إلى الطريق