الأمثلة المناسبة لها دور حساس: و عظيم في التوضيح و الإقناع و الإفهام.
المثال المناسب قد يقرّب طريق الفهم إلى الأذهان بحيث نستعيض به عن الاقتحام
في الاستدلالات الفلسفية المعقدة.
و أهم من ذلك، نحن لا نستطيع أن نستغني عن الأمثلة المناسبة في تعميم و نشر
الموضوعات العلمية الصعبة بين عامة النّاس.
و لا يمكننا أن ننكر دور المثال في إسكات الأفراد المعاندين اللجوجين
المتعنّتين.
على كل حال، تشبيه «المعقول» ب «المحسوس» أحد الطرق المؤثرة في تفهيم المسائل
العقلية، على أن يكون المثال- كما قلنا- مناسبا، و إلّا فهو مضلّ و خطر.
من هنا نجد في القرآن أمثلة كثيرة رائعة شيقة مؤثّرة، ذلك لأنه كتاب لجميع
البشر على اختلاف عصورهم و مستوياتهم الفكرية، إنه كتاب في غاية الفصاحة و البلاغة [1].
2- لماذا التمثيل بالبعوضة؟
المعاندون اتخذوا من صغر البعوضة و الذبابة ذريعة للاستهزاء بالأمثلة
القرآنية.
لكنّهم لو أنصفوا و أمعنوا النظر في هذا الجسم الصغير، لرأوا فيه من عجائب
[1]- حول دور الأمثال في حياة البشر،
راجع الآية 17 من سورة الرعد في المجلد السابع من هذا التّفسير.